على الرغم من التصريح الرسمي المستمر عن أعداد ضحايا القوات العراقية والمليشيا المتعاونة معها من قتلى وجرحى، في المعارك التي تخوضها ضد تنظيم “داعش” ، إلا أنه أكدت مصادر أن الأعداد أكبر من تلك المعلن عنها
وتفيد معلومات، أن أعداد الإصابات اليومية في الأحوال الاعتيادية تتراوح بين 50 و100 إصابة، في مدن العراق المختلفة فضلاً عن القتلى، وترتفع في حال وقع هجوم أو انطلقت معركة.
وتؤكد مصادر مطلعة من داخل وزارة الدفاع العراقية وأخرى على تواصل مع سفارات داخل العراق، على علاقة بعلاج الجرحى، إن الحالات التي يُحجز لها مواعيد سفر لعلاجها خارج العراق تصل إلى نحو 50 حالة يومياً.
وفي هذا السياق، يقول مصدر في وزارة الدفاع على اطلاع بملف الجرحى، إن “أعداد الجرحى يختلف بطبيعة الحال، إن كان الهجوم من تنفيذ تنظيم “داعش”، أو القوات العراقية أو “الحشد الشعبي”، ففي هذه الحالات تصل أعداد الجرحى إلى أكثر من 100 يومياً في قاطع واحد، أي في موقع الهجوم، فضلاً عن باقي المواقع التي تشهد هجمات أو قصفاً من داعش”
ويشير المصدر، طالباً عدم كشف اسمه في حديثه , أن “وزارة الدفاع تتكفل بعلاج الحالات الصعبة على حسابها الخاص”، موضحاً أن هذه الحالات تشمل إصابات خطيرة في الرأس، وفي أجزاء مهمة من الجسم، وكسور شديدة.
ويبيّن أن “جميع المصابين من القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي، يحالون للعلاج على نفقة الحكومة في المستشفيات الحكومية، أما الحالات الصعبة منها تحال للعلاج خارج البلاد”.
وبحسب المصدر، فإن عدد الحالات المحالة إلى الخارج “تصل إلى نحو 50 مصاباً يومياً”، لافتاً إلى أن “الأرقام هذه لا تشمل الإصابات التي تعالج ميدانياً، والإصابات الخفيفة والجروح العميقة”.
وتدور منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، معارك لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، آخر معاقل “داعش” في العراق.
ووفقاً للرائد في الجيش العراقي، ياسين العزاوي، فإن “داعش يعتمد أساساً على الكمائن التي توقع أعداداً كبيرة من الضحايا.
يشير العزاوي إلى “ابتكار تنظيم “داعش” طرقاً جديدة للتفخيخ، وكلما نكتشف لغز كمين ما، يعودون لابتكار كمائن أخرى مختلفة”.
ويَذكر أنه “أثناء تطهير الرمادي، مطلع العام الماضي، وقع العديد من المقاتلين ضحايا كمائن غريبة لم تكن متوقعة، منها حين همَّت مجموعة من الجنود لإنقاذ شاة صغيرة كان يبدو أنها أصيبت في ساقها، وحين حركها أحدهم انفجرت عدة قنابل في آن واحد لتوقع قتلى وجرحى بين المقاتلين”.
ويتابع “عناصر داعش يستدرجون مقاتلينا بطرق كثيرة إلى كمائنهم، غالباً يستغلون إنسانيتهم”.
إلى ذلك، يقول مصدر أمني على اتصال مع وزارة الدفاع العراقية وسفارات عدة، إن سفارات دول معينة تمنح تأشيرات سفر يومياً لجرحى عراقيين للعلاج في تلك البلدان.
ويوضح أن وزارة الدفاع تعالج على حسابها الخاص جرحى القوات العراقية والمليشيات في مستشفيات إيران والهند ولبنان، بالإضافة إلى المستشفيات داخل البلاد. ويضيف أن “العلاج في الهند وإيران تكلفته قليلة جداً مقارنة مع باقي البلدان، بالإضافة إلى لبنان، الذي ترسل إليه حالات خاصة، لكن أغلب حالات الكسور القوية وإصابات العمود الفقري والأمعاء وغيرها، تحوّل إلى مستشفيات إيران والهند”.
وبحسب ما توضح المصادر فإن عدداً من المستشفيات الحكومية تعج بالمصابين من مقاتلي قوات “الجيش العراقي” ومليشيا “الحشد الشعبي”