نزلت أخبار موافقة نيمار على الانتقال لنادي باريس سان جيرمان كالصاعقة على عشاق برشلونة حيث كان البرازيلي يمثل الخليفة الشرعي لميسي من حيث الألقاب الفردية بحسب اعتقاد الكاتالونيين وبالتالي فإن أخبار رحيله تمثل صدمة غير مرتقبة بالنسبة للجمهور لكن واقع خبايا الأمور قد لا يقول ذلك.
هذه الأنباء ما زالت تحمل حتى الآن صفة ‘أخبار الصحف’ أي لا يوجد ما يؤكدها ولو أنها ليست المرة الأولى التي يُحكى فيها عن خطوة كهذه عدا عن وجود فوائد قد يكتسبها برشلونة بحال تمت الصفقة فالفشل بضم النجوم أتى ليؤكد صحة التكهنات التي تحدثت عن وجود ضغط مالي كبير ببرشلونة نتيجة ارتفاع رواتب ثلاثي الهجوم ميسي ونيمار وسواريز.
قبل تجديد عقد ميسي كان برشلونة يدفع أسبوعياً حوالي مليون يورو كراتب للثلاثي وبعد التجديد تجاوز الرقم حد 1,5 مليون يورو ومع إضافة الضرائب يصل الرقم إلى ما يقارب 3 ملايين يورو علماً أن البارسا يملك أعلى كتلة رواتب للاعبيه بالعالم من قبل التجديد لليو.
هذا الضغط المالي يضع برشلونة أمام صعوبات استثنائية تمنعه من التوقيع لأي نجم يطلب راتباً كبيراً لأن قيمة الرواتب الكبيرة تجبر النادي على دفع ما يعادل الرقم المتفق عليه لمصلحة الضرائب أي أن برشلونة يضطر لدفع 24 مليون يورو بحال اتفق مع لاعب ما على حصوله على 12 مليون يورو بالتالي بات النادي مضطراً للتفكير بلاعبين من حجم لوكاس ليما وباولينيو وفيلايني بظل صغر راتب هؤلاء وهو ما ينطبق أيضاً على سيميدو الذي لن يشكل راتبه عبئاً على البارسا.
مداخيل برشلونة تعتبر من بين أفضل 4 مداخيل على مستوى العالم لكن القول السائد بأن هذا يسمح للنادي بدفع رواتب أكبر هو خاطئ لأن معظم هذه المداخيل تتعرض لقوانين ضريبية إضافة لذلك لا تُصرف كل هذه الأموال على فريق كرة القدم بل تُوزع على نشاطات النادي بالمجمل إضافة لما يحتاجه الفريق من تجهيزات وبالتالي لا يجب على نادٍ ينشط بلعبتي كرة السلة واليد بشكل كبير أن يضع ضغطاً كبيراً برواتب كرة القدم.
التخلي عن نيمار لا يعني فقط الحصول على 222 مليون يورو بل أيضاً يشمل الحفاظ على 350 ألف باوند أسبوعياً وهو ما يسمح لبرشلونة بالتفكير بلاعبين جدد وتدعيم تشكيلته التي باتت تملك الكثير من النواقص خاصة من حيث دكة البدلاء المتهالكة وغياب معوض لإنييستا الذي دخل المراحل الأخيرة من مسيرته عدا عن غياب بديل لميسي ونيمار والعديد من اللاعبين.
فشل برشلونة بالسنوات الأخيرة ودفعه أموالاً بلاعبين مثل غوميز وأردا زاد من الضغط على النادي ولتصحيح هذه الأخطاء قد يكون برشلونة بحاجة للتضحية باسم كبير ومع التجديد لميسي والاهتمام باسم نيمار أكثر من سواريز قد يكون البرازيلي هو ورقة الإنقاذ لبرشلونة.
إلى جانب هذه الأرقام قد يكون برشلونة مرشحاً لدفع أرقام إضافية إذا ما استمرت عملية فتح ملفات انتقال نيمار حيث مازال النادي مرشحاً لدفع أرقام إضافية بالمحاكم مع اتهامه بتلاعب بأرقام الصفقة عدا عن إمكانية اضطراره لدفع مبالغ عن نجومه فيما إذا ما استمرت حملة اتهام اللاعبين بالتهرب الضريبي.
استمرار ثلاثي الـmsn يعني استمرار صعوبات الانتقالات وبالتالي قد يجد برشلونة ذاته مكبلاً بثلاثة لاعبين فقط وبما أن لكل لاعب نهاية فإن بارسا لا يريد أن ينتهي مع نهاية نجومه الثلاثة فهل تتخذ الإدارة القرار الجريء وتتخلى عن نيمار؟ أم أنها ستختار التهرّب وسماع صوت الجماهير والحفاظ عليه؟