لا شك بأن نجاح فيسبوك المبهر يثير الكثير من التساؤلات، ليس فقط على مستوى الإنجازات التكنولوجية ولكن أيضا على مستوى جزئية لا يهتم بها الكثيرون، وهي أن فيسبوك تعد من شركات العالم الرقمي الأقل على مستوى التسريبات الصحفية، حيث من النادر أن يقع أمر مماثل بالنسبة للشركة، وهو ما كشف سببه موقع تقني شهير.
موقع “Recode” الأمريكي الشهير تناول مسألة التسريبات التي شهدتها فيسبوك -على قلتها- واهتم بالخصوص بسبب ذلك والراجع بالأساس إلى سياسة المؤسس والمدير التنفيذي للشركة “مارك زوكربيرغ”، السياسة التي كان لها الدور الكبير في الحد من هذه التسريبات رغم أن مارك يحرص بشكل دوري على مشاركة أسرار الشركة مع موظفيه.
وأشار الموقع إلى أنه من الشائع أن يقوم مارك زوكربيرغ بعقد فعاليات “سؤال وجواب/ Q&A” بشكل أسبوعي تقريبا مع الآف من موظفيه يقوم فيها بالإجابة على تساؤلاتهم ومشاركة آخر مستجدات ومشاريع الشركة، ومع ذلك فإنه من النادر جدا أن يتسرب شيء مما يقال في هذه المجالس إلى وسائل الإعلام المتخصصة كما يحصل مع باقي شركات العالم الرقمي المنافسة.
موقع “Recode” أشار في تقريره أنه وفي شهر يوليوز من العام 2015 وفي الوقت الذي كانت فيه فيسبوك تعمل على تطوير المساعد الشخصي الذكي M والذي كان محاطا بالكثير من السرية تسرب هذا الخبر للإعلام، وهو ما أثار غضب وانفعال مارك زوكربيرغ المعروف بأنه شخصية هادئة جدا، وأدى به إلا اتخاذ إجراءات قاسية، حيث عبر لفريق عمله عن عزمه على اكتشاف مسرب هذه الأخبار وطرده على وجه السرعة، وهو ما تم فعلا بعد أسبوع من ذلك، حيث أعلن هذا الخبر لجميع موظفيه في إحدى الفعاليات الخاصة وهو ما أثار تصفيق الموظفين.
تقرير موقع Recode أشار إلى أن مارك زوكربيرغ يعتمد تقنية “التخويف” لمنع موظفيه من تسريب أي معلومات أو أسرار خاصة بالشركة تحت طائلة الطرد المباشر، كما أنه يعتمد على تقنية “الشرف”، حيث يشعر الموظفون أنهم جزء من عائلة كبيرة وأن أسرارها هي أسرارهم الخاصة وبالتالي من المعيب تسريبها.