ثبت أن عرق السوس فيه مادة الكاربينوكسولون وهي تشبه تركيبيا هرمون الألدوستيرون , ( لاحظوا تشابه الأسماء ) والذي يفرز في أعلى طبقة من قشر الغدة الكظرية , والكابينوكسولون له تأثير مشابه مثل الكورتيزول ( الذي يفرز من القسم المتوسط من قشر الغدة الكظرية ) ولذلك كان لعرق السوس دورا مميزا في علاج إجهاد الغدة الكظرية إذ يضعف فيها مثل هذه الهرمونات , أما الألدوستيرون نفسه فهو يعمل على احتباس السوائل وذلك لأنه يحبس الصوديوم ويطلق البوتاسيوم وهو يعمل على مستوى الكلية وتحديدا فيما يعرف باسم الأنابيب الجامعة الكلوية وهي آخر أنابيب في وحدة بناء الكلية النفرونات قبل أن يتجمع من بعدها البول في حويضة الكلية , على كل حال تشير الدراسات إلى أن كل ذرة صوديوم تحتبس , تحبس معها عشرين جزيء من الماء , ولذلك زيادة حجم السوائل , دون زيادة حجم الوعاء الذي يحتويها ( وهي الأوعية الدموية ) تؤدي إلى زيادة في الضغط , ولذلك كان ارتباط ارتفاع الضغط الدموي الشرياني هو باحتباس الصوديوم وليس باحتباس الماء , يعني لو شرب شخص عشرين لتر من الماء , فإن الكلية قادرة على إطراح هذا الماء بسهولة , ولكن إذا أخذ الإنسان ملعقة من ملح الطعام الصناعي مثلا وشربها بعدها عشرين لترا من الماء , فإن كل ذرة صوديوم في ملح الطعام هذا ستحبس معها عشرين جزئي ماء من العشرين لتر , وما يتبقى من الماء لم يحتبس ( عدد جزيئات الماء الباقية ) هي التي يتم إطراحها , ولذلك كان عرق السوس من المركبات التي ترفع الضغط الدموي الشرياني عند الإفراط في تناولها ولذلك فأنا أنصح بكوب واحد فقط من عرق السوس ولا يجوز الاستمرار عليه بشكل دائم , ويجب قياس الضغط بعد فترة لأن طبيعة استجابة الأجسام لعرق السوس تختلف بين شخص وآخر حسب اختلافهم الهرموني.